تأخذ قضية الحوار الوطني في اليمن أبعادا نفسية قبل أن تكون سياسية وثقافية واجتماعية، ذلك أن هناك رفضا مسبقا لما يمثله الآخر من قيم ورؤى وأفكار لأن الحالة السياسية امتزجت بالعنف والدماء، واكتسبت روح الانتقام في بلد منهك اقتصاديا وسياسيا وأخلاقيا، لذلك فالولوج إلى أبجديات وروح الحوار يتطلب الصفاء في مثل هذه العلاقات والإيمان بأن البلد لم تعد تتحمل المغامرات واقتتال الأخوة. وأنه لابد من الوصول إلى نقاط التقاء وتفاهم مشتركة تؤسس لبناء حاضر اليمن ومستقبله الذي سيكون بالجميع وليس بتفرد وهيمنة أي تيار معين يستغل ما يعتقده من التفاف شعبي حوله في التآمر على الآخرين، وتجريم واقعهم وأدبياتهم والعودة إلى نقطة الصفر في المسألة الديمقراطية، واللافت أن شعبية كل تيار تتواجد في منطقة وتغيب في المناطق الأخرى، وبالتالي يكتسب الخلاف طابعا جهويا يؤصل لتفتيت الجغرافيا وتشظيها. إن من أهم ملامح الحوار الذي ينبغي أن يلتقي عنده الجميع وحدة الجغرافيا وتماسكها العضوي ومرونتها السياسية مع تنوع الأفكار والمفاهيم واعتمادها على الحضور السلمي في الإعلام والمناهج والمؤسسات الثقافية والسياسية العاملة في هذا الاتجاه.
ويبقى الحفاظ على خيار الدولة المدنية الحديثة هو الحاضن الحضاري لمختلف الأفكار والتوجهات أساس وجوهر العملية السياسية القادمة.
تلك هي قصة الحوار في اليمن الذي يجب أن تبدأ سريعا وفقا لمعايير المواطنة المتساوية ومقتضيات اللحظة الوطنية الراهنة التي يبدو أنها لحظة قد تحدد ملامح المستقبل برمته.
ويبقى الحفاظ على خيار الدولة المدنية الحديثة هو الحاضن الحضاري لمختلف الأفكار والتوجهات أساس وجوهر العملية السياسية القادمة.
تلك هي قصة الحوار في اليمن الذي يجب أن تبدأ سريعا وفقا لمعايير المواطنة المتساوية ومقتضيات اللحظة الوطنية الراهنة التي يبدو أنها لحظة قد تحدد ملامح المستقبل برمته.